هذه
القصة الواقعة يرويها المرحوم آية الله السيد عبدالحسين دستغيب في كتابه
(القصص العجيبة) . و قد سمعتها أيضاً من بعض الرجال الأخيار في شيراز .
يقول مؤلف هذا الكتاب:
كان في شيراز رجل يشهد له الكثيرون
بالتقوى و الإخلاص و بمقام ( اليقين ) أنه كربلائي عباس امير المؤمنين ع .. الذي يعرف
باسم ( حاج مؤمن) صاحب الكرامات و المكاشفات الكثيرة . و قد كانت صلته
بمؤلف الكتاب صلة وثيقة قديمة دامت ثلاثين عاماً . و هو – لهذا مطمئن كل
الإطمئنان إلى إخلاصه و صفاء سريرته .
و قد حدث في أيام الحكم
الملكي في إيران أن ضبط أفراد الشرطة السرية عدة قطع من السلاح كانت بحوزة
ابن خال حاج مؤمن . و استبان انه كان من الشبان الثوريين .. فصدر عليه حكم
بالاعدام . و لما سمع والداه بحكم الإعدام هذا .. قصدا – و هما في غاية
القلق و الاضطراب – المرحوم حاج مؤمن ، و طلبا منه أن يدعو لخلاص و لدهما
.
قال لهما المرحوم حاج مؤمن : لا تيأسا من رحمة الله . إن كل
شؤون الكائنات بيد الامام بقية الله (روحي و ارواح العالمين لتراب مقدم
الفداء) .. و الليلة جمعة ، و علينا – أنا و انتما – ان نتوسل في مكان
واحد بالامام ولي العصر (عليه السلام) ؛ فإن الله (تبارك و تعالى ) قادر
على خلاص ولدكما بوسيلة الوجود المقدس لامام الزمان (عليه السلام) .
كانت تلك الليلة للحاج مؤمن و لأبوي الشاب .. ليلة احياء . صليا عدة ركعات
من أجل تنقية الروح أولاً ، ثم توسلوا جميعاً بالدعوات و الزيارات للامام
(عليه السلام) ، و طفقوا يقرؤن هذه الآية الشريفة : (أمن يجيب المضطرإذا
دعاه و يكشف السوء ) (62) ثم يتوسلون بالامام (عليه السلام) قائلين :
يامولانا .. هذا الشاب هيأ هذه الأسلحة من أجل إزالة الظلم عن شيعتك ، و
لا غاية له غير الدفاع عن المظلومين .. و قد عرض نفسه للخطر ، نصرة لدين
الإسلام .. و لهذا نطلب منك أن تنجيه.
استغرقت هذه الضراعة و
المناجاة الباكية الليل حتى أواخره ، إذ فوجئ ثلاثتهم بالغرفة تمتلئ بعبير
المسك العجيب . و اشرقت بالنور تجلياً من ألطاف محضر الامام بقية الله
(روحي و ارواح العالمين لتراب مقدم الفداء).
لقد فاز هؤلاء
ثلاثتهم بلقاء الامام (عليه السلام) في اليقظة ، فربط – بكل مودة – على
قلوبهم . و قال لوالدي الشاب الماثل للاعدام : استجيبت دعوتكما ، و نجى
الله ولدكما ، وسيعود إلى الدار غداً.
و يذكر المرحوم حاج مؤمن
أن والد الشاب و والدته لما عاينا ذلك الجمال المقدّس ، و سمعا كلمات
الإمام الجذابة الآسرة .. لم يملكا أنفسهما ، و وهنت قوتهما ، فوقعا في
حالة اغماء .. حتى الصباح.
و استفاقا صباحاً .. فمضيا إلى
الموضع المقـّرر تنفيذ حكم الإعدام بولدهما فيه . وهناك استفسرا من مسؤلي
السجن ، فقال مسؤول السجن : البارحة تبدّل فجأة قرار التنفيذ ، و أرجئ
لإعادة النظر في الحكم الصادر عليه.
عاد الأب و الأم إلى الدار
في حالة من البهجة والارتياح . ثم لم يكد يحل وقت الظهيرة حتى كان ولدهما
الشاب السجين يدخل عليهما الدار.
يقول المرحوم السيد دستغيب في
خاتمة هذه الرواية : و للحاج مؤمن وقائع في استجابة الدعوات ، لشفاء أمراض
الناس المستعصية ، و لتفريج بلاءاتهم المعضلة شمله الله (تعالى) برحمته
التي لا تتناهى!
مقتبس من كتاب الكمالات الروحية واتمنى ان شاء الله ان يفيدكم