اللهم صلي على محمد وال بيت محد وعجل بفرجهم ياربي ولعن اعدائهم ليوم الدين اميتن امين ربي العالمين
وسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكي يازينب الكبرى
سلام عليكي ياسيدتي يامن ستغاث بكم نجى ولايخيب
يحكى أن امرأة من بلاد الخط يقال لها أم طالب، كانت تحضر على الدوام مجالس الحسين عليه السلام في يوم من الأيام أصابها الوهن والضعف، فذهب بها زوجها إلى المستشفى وهناك أخضعت لفحوصات شتى، أمر الطبيب المعالج بأن تلبث في قسم النساء عدة أيام ريثما تظهر نتيجة الفحص، في اليوم الرابع دخل عليها الطبيب لفحصها فسألته عن النتيجة فلم يجبها وظل صامتاً، فألحت عليه فأخبرها بأنها مصابة بمرض خطير في الكبد وأن لا علاج له، فكل ما يستطيع أن يفعله لها هو إعطاؤها بعض الأدوية لتخفيف الآلام، حزنت حزناً شديداً وظلت مهمومة مغمومة، فرجعت إلى دارها وهناك أخذت تبكي وتنوح وأثناء ما هي كذلك إذ دخلت عليها امرأة ممن عرفن بمصابها وجلست عندها وقالت : إن البكاء الآن ليس يفيدك في شيء، ومصابك ليس بأشد ممن ترثين لها صباحاً ومساء، لم تفهم ما تقصد من الوهلة الأولى فسألتها عن قصدها، فأجابت : إنني أتكلم عن سيدتنا زينب الحوراء عليها السلام فلماذا لا تتوسلين بها، فلقد ظللتي طوال عمرك تخدمينها وأنني متأكدة من أنها لن تقصر في حقك أبداً. ثم خرجت المرأة فتوسدت أم طالب الوسادة وهي تبكي وتقول : يا سيدتي أرجوك سامحيني لأني نسيتك، يا سيدتي نذر علي إذا ما شفاني الله لأقيمن مأتم داخل حرمك الطاهر.
في اليوم التالي، دخلت عليها نفس المرأة وطلبت منها الذهاب للمأتم، فقالت لها بأنها لا تستطيع فأجابتها المرأة كيف تريدين أن يشافيك الله بالسيدة زينب عليها السلام وأنت لا تتعالين على مرضك وتحضرين مجالسها، فقامت أم طالب رغم الألم وحضرت المجلس، واستمرت تحضر المآتم برغم ضعفها ومرضها وكانت كلما تفرغ النسوة من العزاء ويخرجن من الحسينية تجلس مع صديقتها وتقرأ معها دعاء التوسل وأدعية الشفاء، في يوم من الأيام دخلت عليها امرأة وقور وجلست بجانبها إلى أن انتهت من قراءة الدعاء، فبادرت المرأة بالسؤال : من منكن مصابة بمرض خطير لا أمل في شفائه .. نظرت أم طالب وصديقتها إلى بعضهن البعض فأشارت صديقتها إلى أم طالب بأنها هي المريضة لما بدا عليها من الضعف والوهن، فقالت أم طالب لها وماذا تريدين يا أختي؟
قالت : اعلمي بأني عندما كنت نائمة رأيت امرأة تلوح منها علامات الحزن تقترب مني وكلمتني بلسان فصيح بأن هناك امرأة فاضلة تعاني من مرض عضال وسوف يشافيها الله عز وجل عما قريب، فسألت عنك فأرشدوني إلى هذا المأتم فرأيتك فأحببت أن أبشرك، بكت أم طالب وقالت : هذه والله أم المصائب زينب عليها السلام.
بعد أيام حضرت المرأة التي تذهب مع أم طالب للمأتم، فرأتها في ضعف شديد فقالت لها : يبدوا أنك لن تستطيعي الذهاب اليوم.
كلا سأذهب حتى لو كان في ذهابي هلاكي لأنني أفضل الموت في مأتم الحسين عن الموت في فراشي.
ثم نادت زوجها واستندت عليه في ذهابها للمأتم وحضرت العزاء وهي في غاية الوهن، خافت عليها صديقتها واقترحت عليها أن تعود لبيتها، ولكنها رفضت وأصرت أن تكمل المجلس، بعد انقضاء المجلس عادت أم طالب وهي تشعر بأن حياتها أضحت على وشك النفاذ فآلام مرضها اشتدت وازداد وقعها، فدخلت غرفتها فسمعت هاتفاً يقول : وجهي نظرك إلى جهة القبلة ي أم طالب، ففعلت فإذا بعلبة دواء موضوعة على سجادة الصلاة، أمسكتها بيدها اليمنى وهي خائفة، ونادت ابنتها الصغيرة وسألتها عن الشخص الذي أحضر الدواء،
فقالت : لقد كنت واقفة على عتبت الدار، فأقبلت عليَّ امرأة متوشحة بعباءة سوداء وتظهر عليها ملامح النحالة والضعف ولا يظهر من جسدها أي شيء وأخرجت هذه العلبة وأعطتني إياها بيدها اليمنى وقالت : قولي لأمك أن تشرب من هذا الدواء وسوف تتعافى بإذن الله، فقلت لها : أقول لها من عند من، أجابت : اخبريها بأن هذا الدواء من عند زينب وأمك تعرفني جيداً، ثم ذهبت، فجعلت أم طالب تبكي وتنوح على عدم رؤيتها السيدة زينب عليها السلام ثم تناولت الدواء وشفيت من مرضها تماماً، وأوفت بنذرها وأقامت مأتماً بجوار ضريح الحوراء زينب عليها السلام شهده القاصي والداني وانتشر خبرها في عموم البلاد، وصارت مضرباً يحتذى به في حب ولاء أهل البيت عليهم السلام، وما زالت أم طالب إلى يومنا هذا تقيم مجالس ذكر أهل البيت عليهم السلام. وانتهت بذلك هذه القصة المعبرة
وسلام عليكم روحمة الله وبركاتة
في امان الله اترككم